السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخي في الله اخيتي في الله انت غير مسجل معنا
نرجو منك التسجيل كي تفيدنا ونفيدك
وتذكر دائما قول الله تعالي *=== (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ===*
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخي في الله اخيتي في الله انت غير مسجل معنا
نرجو منك التسجيل كي تفيدنا ونفيدك
وتذكر دائما قول الله تعالي *=== (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ===*
جزاكم الله خيرا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اذكار الصباح :الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولايحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم - صدق الله العظيم- البقرة:255 (مرة واحدة)  .......        اللهم بك أصبحنا و بك أمسينا وبك نحيا و بك نموت وإليك النشور  (  مرة واحدة)........اصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لاشريك له. لهالملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير..........رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير مابعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده. رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر  (مرة واحدة ‎) .......  اللهم أنت ربي, لا إله إلا أنت , خلقتني وأنا عبدك, وأنا على عهدك ووعدك ماستطعت, أعوذ بك من شر ما صنعت, أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفرلي, فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت (      مرة واحدة-من قاله في الصباح ومات قبل المساء دخل الجنة ‎........        بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (ثلاث مرات     لم يضره شئ في ذلك   -      لم يضره شئ في ذلك اليوم - وفي رواية لم تصبه فجأة بلاء ‎.................... اللهم إني اسألك العافية في الدنيا والآخرة. اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي, اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي,اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي(مرة واحدة)-من قالها يحفظه الله من جميع الجهات ‎........ اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك و ملائكتك وجميع خلقك أنك انت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمداً عبدك ورسولك(أربع مرات)-من قالها في الصباح أو المساء أعتقه الله من النار........     -كفيه من كل شئ ‎ قل هو الله أحد - قل أعوذ برب الفلق - قل أعوذ برب الناس( ثلاث مرات)    .....      لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك الشيطان ‎
 اذكار المساء: الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم - صدق الله العظيم- البقرة:255 (مرة واحدة)-لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك الشيطان.............قل هو الله أحد - قل أعوذ برب الفلق - قل أعوذ برب الناس (ثلاث مرات)- تكفيه من كل شئ........... اللهم بك أمسينا و بك أصبحنا وبك نحيا و بك نموت وإليك المصير(مره واحده)................ أمسينا و أمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لاشريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير.رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها. رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر(مرة واحدة ‎).............. اللهم أنت ربي, لا إله إلا أنت , خلقتني وأنا عبدك, وأنا على عهدك ووعدك ماستطعت, أعوذ بك من شر ما صنعت, أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفر لي, فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت(مره واحده)-من قاله في المساء ومات قبل الصباح دخل الجنة ‎...............بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم(ثلاث مرات)-لم يضره شئ في تلك الليلة - وفي رواية لم تصبه فجأة بلاء ‎................ اللهم إني اسألك العافية في الدنيا والآخرة. اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي, اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي, اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي(مره واحده)-من قالها يحفظه الله من جميع الجهات ‎.............اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك و ملائكتك وجميع خلقك أنك انت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمداً عبدك ورسولك(أربع ورات)-من قالها في الصباح أو المساء أعتقه الله من النار ‎...........أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق(ثلاث مرات)- لم يضره شئ في تلك الليلة.........لا اله الا الله وحده لا شريك له,له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم سبحان الله وبحمده والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر.........اللهم انى اسلمت نفسى اليك وألجات ظهرى اليك رهبه منك ورغبه البيك لا ملجأ منك الا اليك .اللهم انت الحى الذى لا يموت والجن والانس يموتون .اللهم ان امت نفسى فارحمها وان ارسلتها فأفحظها بما تحفظ به عبادك الصالحين

 

 المعلم المسلم والهدف البعيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ommaria
عضو متميز
عضو متميز
ommaria


انثى
عدد الرسائل : 169
العمر : 43
المزاج : عالي ولله الحمد والمنة
العمل/الترفيه : حب الاستطلاع في كل مايخص العلم الشرعي
مدي التفاعل :
المعلم المسلم والهدف البعيد Left_bar_bleue20 / 10020 / 100المعلم المسلم والهدف البعيد Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 18/09/2009
نقاط : 267

المعلم المسلم والهدف البعيد Empty
مُساهمةموضوع: المعلم المسلم والهدف البعيد   المعلم المسلم والهدف البعيد Icon_minitimeالخميس مارس 11, 2010 5:09 pm

المعلم المسلم والهدف البعيد
إبراهيم داود




(‌إني أعالج أمراً لا يُعين عليه إلا الله، قَدْ فَنِيَ عليه الكبير، وكبر عليه الصغير، وفصح عليه الأعجميّ، وهاجر عليه الأعرابيّ، حتى حسبوه ديناً لا يرون الحقّ غيره)(1).
لا زالت هذه العبارة البليغة التي قالها الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ترسم لنا صورة المعلم المسلم في هذه الأيام، وإن لم يـعـد ـ هذا المعلم ـ (يعالج) الأمر الذي يهمّه كما كان خامس الراشدين ـ رحمه الله ورضي عنه ـ يفعل.
لا شك أن الذين ما زالوا يعالجون أمر التـربـيـة والتعليم من المعلمين المسلمين يعانون مثلما عانى عمر، ولكنهم أفذاذ قليلون لا يُقاسون بالـكـثـــــرة الكاثرة التي تعكس صورة الحيرة والتردد حيناً وصورة الغفلة والضياع أحياناً. وممّا لا سـبـيــــل إلى إنكاره أنّ المسلم في هذه الأيام ـ معلماً وغير معلـم ـ مُـوَزّعٌ بين إسـلامٍ يأمـره بالـمـعـــروف، وواقع يغريه بالمنكر أو يُكرهه عليه إكراهاً، وأنّ هذه الحال تعرقل عمل المعلم وتزيد مــعـانـاته أضعافاً مضاعفة!
فبحسب المعلم المسلم المعاصر أن المَثَل التربويّ الأعلى الذي يُراد له أن يـصـــبّ تلاميذه في قالبه هو التربية الغربية الغريبة التي يتولى كبرها ويضع مناهجها وبرامجها رجـــــــال لا يؤمــنــون بالله ولا بالـيــــــوم الآخر(2)، وبحسب المعلم أنّ له شركاء في التربية يحادّونه ويعادونه: يُفسدون إذا أصلح، ويهدمون إذا بنى، ويُدمّرون إذا عمّر، وأنهم ـ وهذا أدهى وأمرّ ـ يملكون من أسباب النجاح في الإفساد والهدم والتدمير، ما لا يملك ـ هو ـ مثله ولا دونه في الإصلاح والبناء والتعمير، وأنّ الهدم أهون من البناء كما أن القائمين عليه أمضى سلاحاً وأكثر عدداً:
فلو أَلْفُ بانٍ خلفهم هادم كَفَى فكيف ببانٍ خلفه أَلْفُ هادم؟!
وبحسب المعلم ـ كذلك ـ أنّ نجاح عمله موقوف على كفاءة النظام التـربـوي السائد، وعلى اضطلاع الأسرة بواجباتها، وعلى قيام وسائل الإعلام بمسؤولياتها،بل وعلى كون المجتمع بكافة قطاعاته ومؤسساته ساعياً بصدق وقوة إلى تحقيق الغاية الكبرى من الحـيـاة الدنيا، وهي عبادة الله ـ تعالــى ـ وتعبيـد الأجيــال له ـ سبحانه ـ... فإنْ صَحّ ذلك ـ وإنّـــــــه لصحيح ـ فهل تبقى على المعلم حجة إن غفل أو فشل أو نكص على عقبيه؟! نعم؛ لأن تفريط أحد لا يكون حجة لأحد، ولأنّ أسباب الفشل وإن تعددت وتجمعت لا تُبطل حقاً ولا تُحقّ باطلاً؛ ولأن المسلمين لا يكونون إمّعات، ولا يقول قائلهم:
وهل أنا إلا من غَزِيّة إنْ غوتْ غويتُ وإنْ ترشدْ غزيّة أرشد
إنّ إحـجــام مَنْ يُحجم عن أداء واجبه لا يسقط وجوب الواجب، ونكوص من ينكص من أهل المسؤولية لا يُحلّ لغيره النكوص، ولا يُبطل ذلك ولا يقدح فيه ما يكون بين درجات المسؤولية ومستوياتها من التكامل والتكافل وصِلات التأثّر والتأثير، بل الحق الذي لا ريب فيه أنّ فشل الأفشال ونكول الناكلين ما هو في أعراف المجاهدين الصابرين إلا دوافع إلى مزيد من الصبر والثبات:
ومَن تكن العلياء همّة نفسه فكلّ الذي يلقاه فيها مُحبّبُ
والنفوس الكبيرة تثق بفضل ربها وقدرته ورحمته، أكثر مما تثق بالقوى الخاصة والظـروف المحيطة، وطــاعـــــــة الله ـ تعالى ـ حقّ على الفرد والمجتمع وإن كثرت الأعباء وثقلت التكاليف، وبلوغُ الهــدف ـ كما يقول الدكتور محمـد عبـد الله دراز ـ رحمه الله تعالى ـ يتطلب تأسيس العمل على نيّة تستهدف أعلى درجات الكمال المستطاع، وإلا كان التوقف والتهافت والنكوص؛ ولذا يأمرنا القرآن الكريم بأن نجاهد في الله حقّ الجهاد، وأن ننشد الأفضل، ونُسابق على المراتب الأولى، ويأمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نقنع ونرضى بما قسم الله لنا من نعيم الدنيا، وأن نسمو إلى مَنْ هم أَسْمى منا في مضمار التقوى والعمل الصالح. يقول: (خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكراً صابراً، ومن لم تكونا فيه لم يكتبه الله لا شاكراً ولاصابراً: مَنْ نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضّله به عليه، كتبه الله شاكراً صابراً. ومن نظر في دينه إلى من هو دونه، ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منها لم يكتبه الله شاكراً ولا صابراً)(3).
ومن الثابت قطعاً أنّ الله ـ تعالى ـ لم يكلّف نفساً إلا وسعها، ولم يأمرها إلا بما تستطيع؛ ولكـن الوُسْـعَ في قوله ـ تعالى ـ: ((لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَّ وسْعَهَا)) [البقرة: 286]، والاستطاعة في قوله ـ عز وجل ـ: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)) [التغابن: 16] لا يدل أيّ منهما على تكليف الفرد أو الجماعة ببذل أدنى الجهد؛ بل كلاهما دليل على التكليف ببذل أعظم الجهد، وهذا ظاهر في كلمة ((وسْعَهَا)). قال الرازي: [والوُسْع والسّعة بالفتح الجدة والطاقة، وأَوْسَع الرجل صار ذا سَعَة وغنى ومنه قوله ـ تعالى ـ: ((وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإنَّا لَمُوسِعُونَ)) [الذاريات: 47] أي أغنياء قادرون، والتوسيع خلاف التضييق..](4)، وقال صاحب الظلال في تفسير قوله ـ تعالى ـ: ((وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)) [الأنفال: 60] فهي حدود الطاقة إلى أقصاها بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سبب من أسباب القوة يدخل في طاقتها)(5)؛ ولذا كان المسلم بعشرة من الكفار في حال قوته، وباثنيْن منهم في حال ضعفه كما نص على ذلك قوله ـ تعالى ـ: ((إن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِّنَ الَذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ (65) الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)) [الأنفال: 65، 66].
ولو جاز لامرئ أن يُقيم حركة حياته على الأخذ بالرّخَص، للزم أرباب المسؤوليات الكبرى ـ والمعلمُ منهم ـ أن يقيموها على العزائم، والأمة المسلمة هي أمة جهاد واجتهاد على كل حال؛ وهذا المعنى جليّ في قوله ـ تعالى ـ: ((يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [آل عمران: 200]. فهل صبر المعلم وصابر؟ وهل بذل وسعه، وأدّى ما عليه من حقّ الجهاد والاجتهاد؟ ما بال أكثر أبناء المسلمين ـ إذاً ـ يتأسّوْن بـ (نجوم الفنّ) و (أبطال الكرة)، ويلتمسون المجد في ملاعب الرياضة ودور الأزياء ومعاهد التمثيل؟! بل ما بال الأمة عامة تستبدل بالأعمال الجليلة ألفاظاً طنانة، وبالمبادئ العظيمة شعارات تافهة، وبالجهاد في سبيل الله أشكالاً عقيمة من الشجب والنّدب والتنديد والاحتجاج؟!
لقد سقط المعلم ـ إلا من رحم الله ـ في مستنقع الواقع، وأصبح قانعاً بشرح مـا بين يديه مـن معلومات ـ أيّاً ما كانت ـ مكتفياً بحشو رؤوس تلاميذه بها دون أدنى اهتمام ببناء الشخصية المسلمة، القادرة على التأثير والتغيير، وهكذا اتّخذت المظاهر الجوفاء أرباباً تُعبد من دون الله، وتَحَوّل أكثر طلبة العلم إلى (مرتزقة)، لا يرون فيه إلا سبباً لكسب الرزق، أو سبيلاً إلى تحقيق الوجاهة الاجتماعية، ونسي الطالب والمعلم كلاهما أنّ العلم لا يُطلب في شرعة الإسلام إلا للعمل، وأنّ كلاً ـ من العلم والعمل ـ عبادة يبتغى بها وجه الله والدار الآخرة، وأنّ الأجيال التي تتخرج في المدارس والجامعات وهي لا تعرف معروفاً، ولا تنكر منكراً ـ إلا ما أُشربتْ من هواها ـ ليست من العلم على شيء.
إنّ الغاية من التربية والتعليم هي نفسها الغاية من خلق الله ـ تعالى ـ الإنسان في هذه الدنيا: أن تُعمر الأرض وفق مقتضى المنهج الإلهي العظيم، فما ينبغي لمعلم مسلم أن يهون عليه عمله حتى يصبح مجرد دروس تُلقى، ثم يتفرق الطلبة بعدها أشتاتاً، ثم يُسألون عنها فينجحون أو يرسبون، وما ينبغي للغاية العظمى أن تتحول من إعداد أجيال تحمل مسؤولية الدعوة إلى الله على بصيرة، إلى تخريج أجيال تحمل الشهادات، وتميل مع الشهوات، ثم لا يكون أكبر همّها إلا أنْ تتقلّد الوظائف، وتُخلد إلى الأرض، وترضى من الدنيا بمتاعها الرخيص!
كلا، بل التعليم تربية للأقوياء الأمناء، العلماء العاملين، الذين لا يزالون (ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)(6)، ولقد وعى أسلافنا الأوائل ذلك حقّ الوعي، وأخلصوا له كل الإخلاص، فوفّقهم الله ـ تعالى ـ لتخريج أجيال عالمة عاملة، تجعل رضوان الله ـ عز وجل ـ غاية غاياتها، وتتخذ من عقيدة الإسلام قوام حياتها، كما تتخذ من الحلال والحرام مقياساً لسلوكها وضابطاً لتصرفاتها.
إنّ الله ـ تعالى ـ لم يخلقنا عبثاً ولن يتركنا سدى، وإنّ ذلّنا المعاصر ليُشير إلى انحراف خطير عن صراط الغاية التي خُلقنا من أجلها، والتي نحن محاسبون على تحقيقها، فكان حقاً علينا أن نُغَيِّر ما بأنفسنا من انحراف ليغيّر الله ـ تعالى ـ ما بنا من ذلّ: ((إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) [الرعد: 11]، وليت شعري ما فَرْقُ بين مَنْ أسلم لله ـ تعالى ـ ومَنْ لم يسلم إذا استويا في الافتتان بزهرة الحياة الدنيا، ولم يعلما أنّ ما عند الله خير وأبقى؟!
إن الله ـ تعالى ـ لم يأمرنا إلا بالسعي الذي يحقّق شَرْطي الإخلاص والإصابة، فما نحن بمسؤولين عن تحقيق النتائج وقطف الثمرات:
على المرء أن يسعى إلى المجد جهده ولـيـس عـلـيـه أن تـتـم الـرغـائب
حسبنا أن نخلص ديننا لله ربنا، وأن نحرص على أن نكون الأمناء الأقوياء، فإن وُفّقنا إلى تحقيق طلبتنا وبلوغ غايتنا، فذلك فضل الله علينا، وإلا فقد أبرأنا ذممنا واعتذرنا إلى ربنا. قال ـ تعالى ـ في شأن الناهين عن المنكر من بني إسرائيل: ((وَإذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِـــهِ أَنجَيْنَا الَذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)). [الأعراف: 164، 165].
إنّ العمل نفسه مقصود في نظر الإسلام؛ ولذا قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ: (إنْ قــامــــت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها فله بذلك أجر)(7)، ولا ريب أن نتيجة العمل مطلوبة بقوة، ولكنها ليست شرطاً في قيام العمل نـفـســه، وإلا لـكــفّ الناس عن العمل بمجرد تحقيق النتائج، على أن ذلك لا يعني أبداً عدم الاهتمام بالنتـائـج، فلا بد من درس النتائج ومراجعتها والوقوف على أسباب تحققها أو تخلّفها، واستـخــلاص العِبَر المستفادة منها، ومن ثم تقويم العمل نفسه على ضوئها، ويبقى المعيار الأمثل لنـجاح أي عمل في نظر هذا الدين هو أن يُرضي الله ـ عز وجل ـ، وبهذا المعنى لا يُخفِق عَمَلُ عـاملٍ مسلم ما دام يجمع بين فضيلتي الإخلاص من جهة والصواب (بموافقة الشرع) من جهة أخرى.
فليكن كل مـعـلــم مسلم على بصيرة، وليعلم واقعه وواجبه، ثم ليأت من ذلك الواجب ما استطاع. ومن يدري فلعل الله ـ تعالى ـ يبارك عمل المعلمين العاملين، فيكشف بهم ما نزل بأمتهم من هوان وخذلان، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الهوامش :
(1) سيرة عمر بن عبد العزيز؛ لابن عبد الحكم/ 37.
(2) من الإنصاف أن نشير إلى أن التعليم في المملكة العربية السعودية يمتاز عن التعليم في سائر أنحاء العالم الإسلامي بصبغته الإسلامية الظاهرة؛ فما ذكرناه حكم عام.
(2) الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب 58. وانظـر: دستور الأخلاق في القرآن، للدكتور محمد عبد الله دراز، ص 666، وما بعدها، والحديث إسناده ضعيف، ضعفه الألباني في الضعيفة رقم (1924) والأرناؤوط فيشرح السنة رقم (4102).
ـ البيان ـ
(4) مختار الصحاح، مادة: وسع.
(5) في ظلال القرآن لسيد قطب ـ رحمه الله تعالى ـ، ج3، ط9، دار الشروق، ص 1544.
(6) من حديث رواه مسلم، وأوله: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين...).
(7) عمدة القاري في شرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني، باب الحرث والزراعة.


--------------------------------------------------------------------------------
مجلة البيان، العدد (124)، ذو الحجة 1418،أبريل 1998 .


....................................

تم التعديل من قبل الادارة

قلبي لله

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المعلم المسلم والهدف البعيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أدب المسلم مع أخيه المسلم - جبريل يسأل والنبى يجيب (48) للشيخ محمد حسان
» انشودة ( المعلم ) ... سامى يوسف
» كتاب/ دليل المعلم لحل مشكلات الانضباط في المرحلة الابتدائية / نسخة مختصرة
» لفظ المسلم مخير أم مصير
» الطالب المسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: بداية الهداية :: الاسلامي العام-
انتقل الى: