حين يلمز الرذل خير الرسل
جاء المقفي بدين الحق والأدب ...دين الهدى والتقى للعجم والعرب
أتى يقيم اعوجاج الناس والأود ... بعد ازورارهم بالشرك والتغب
كالمزن يسقي الموات القطر والبرد ... فيكرع الدنف المثبور من قرب
ويغسل الدرن المردي بأودية...وينضح الروح والأذهان بالخطب
ووجه خير الورى كالشمس والقمر... يهدي العباد وبدر في دجى الريب
و إن تكلم خير الخلق كلهم... يمحو الظلام بأنوار من الشهب
دعا إلى الله و الأخلاق تممها...ولم يقل قط لا للسائل الوصب
يعفو و يصفح لا يجزي بسيئة...و إن أساء جهول من ذوي الأرب
خير البرية إن يدعى يجيب ولو... إلى كراع و أسخى الناس بالنشب
قل دائم البشر نجم في تلألئه...يضيء للناس درب الخير والقرب
و اليوم كشر عن أنيابهم همج ... و المصطفى لسعوا بالزور والكذب
و صار أخرقهم يهذي ويطعن في الهادي و في دينه ذئبا و ذا صخب
و أصبح الأنوك المرتاب يهزأ بالنبي يرميه بالبهتان و الخلب
والعير يرمح والفنان يرفس والمستوخم النذل والمهذار ذو الغبب
و الأيم و الجرو و الفئران كلهم... مثل الأحبة أذنابا لذي صلب
و يلمز الغمر والورهاء تثلب من ... نهى عن المشي بين الناس بالحطب
و يلدغ العاقب الماحي مدججهم ... بالمكر والغل والأحقاد كالثعب
فكم تقيأ أقزام و كم تفلوا ... ليطفئوا نور خير الخلق بالقشب
و كم تجرأ مألوس و كم نسغ ... خير البرية بالأشعار و القضب
و كم أطاع عدوا من بنا غدر ... و صار بغلا لأهل الشرك كالذنب
فالويل للطاعن الغدار ذي الجنف...والشانئ الخائن المحتال ذي التبب
يهر كلب و يعوي ثم ينهزم... فيهلك الرذل و الإسلام لم يذب
شعر أبي أويس منهل الكرعاني