رغم الرفاهيه التي نعيش فيها والنعم التى وهبه الله لنا .. والحياه الميسره والفراغ القاتل الا ان المسافه تزيد بيننا يوما بعد يوما ..
نحتاج الى بعضنا نبحث عن بعضنا .. لكن لانجد بعضنا .. ربما فلسفه الواقع المرير الذي نعيشه...
هكذا حياتنا منذ فتره منذ ان بدءت الاتصالات تغزونا .. لتسمى اتصالات (بأختلاف انواعها من جوال ونت ..الخ)
تصل القريب بقريبه .. والجار بجاره .. والابناء بوالديهم
..تقول الاتصالات في منشورتها..
انها تقاطع المقاطع.. وتصل الواصل
وانها همسه وصل الشرق بالغرب
هذا هو شعار الاتصالات
الاتصالات توفرت لدينا ..والبعد بينا يزيد بفجوته؟!
وتجد من سبقونامن اباءنا واجدادنا يتحسرونا على ايام الماضي
رغم التعب والارهاق والعيشه الصعبه وانقطاع الاخبار بينهم لسنوات لعدم وجود وسائل اتصال..الا انا الماضي يسيطر على مشاعرهم
ربما انهم يريدون الراحه النفسي لا الجسديه.. وفي عصرنا وجدت الراحه الجسديه لاالنفسيه..
الماضي بالنسبه لهم وجود الروح النقيه والقلب الصافي لتكمل الراحه في عصر البساطه ..
اذا عصرنا هذا يخلو من الراحه ام الروح النقيه ام من القلوب الصافيه..
ام تعقيد التكنولوجيا .. كان سببا
أو انجرفنا نحوها طغى على علاقتنا بمن حولنا ..
اما كان ابتعادهم عن النهج المحمدي سبب تلك الفجوه ؟!!
حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في اتصاله مع الغير اتصالا مباشر لايحتاج لوسيله ..
يزور
جيرانه من اليهود والمشركين ويجيب دعوتهم إذا دعوه ، ويحسن جوارهم ويتصدق
عليهم تطوعا ، ويهدي لهم ويهش في وجوههم إذا لاقاهم ، وبهذه الأمور التي
جاء به تحققت الألفة وحصلت المودة ، ولذا أمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم بإهداء الجار ما تيسر من الطعام، فقد قال النبي: صلى الله عليه وسلم
لصاحبه أبي ذر : ” يا أبا ذر إذا طبخت مرقا فأكثر ماءها وتعهد جيرانك“ رواه الإمام أحمد
الا تلحظو معي انا فقدنا ذلك السلوك الذي نمارسه الى وقت قريب..
الدين يحثنا ..وعاداتنا ايضا الى وقت قريب كانت مثالا حيا لاتصال بشري حي..
اذا جميعا نقر في قررتنا انا نبحث عن اتصالا حي يحيي اروحنا .. يجعل من حياتنا روح وطعم ..
اذا ماذا لو..
ماذا لو هجرتك الاتصالات واستغنت عنك ؟!
ماذا لو قطعت جميع وسائل الارسال عن بثها ؟!!
ماذا لو اصبح العالم بسيطا دون اتصال سلكي؟!
أظن حتما..سيعاود الاتصال البشري من جديد بثه ..
لتعم الالفه وتطغى البسمه وتنتعش الروح..
ونطبق قول الله تعالى..
(وَاعْبُدُواْ
اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي
الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ
السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن
كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) .
عفوا كانت خاطره .. تعم عن ماوصلنا اليه من قطع للارحام رغم الاتصالات
التى لاذنب لها سوى انها تنجح في القرب بل في البعد الحتمي نتائج حصادها.
لنغير حياتنا لنضيف في جدولنا الاسبوعي وصل قريب أو زياره مريض..
لنستمتع بمن حولنا فالعمر يمر كالقطار ..
..دعونا نعود لنقاء القلوب لنستمتع ..
سبحان الله وبحمده لااله الا الله استغفر الله واتوب اليه