التَّنْصِير : يقصد به قيام مجموعة من النصارى بنشر النصرانية بين الناس بطريقة منظمة وبوسائل مختلفة حتى يعتنقها الكثيرون ويرغبوا عن دينهم الأصلي.
ويعتمد التنصير على عدة عوامل :
1- هدم المعتقد الأصلي عند الشخص المستهدف أو المجموعة المستهدفة .
من خلال :
أ- التشكيك في العقيدة وفي صحة الرسالة .
ب – التشكيك والتعرض للشخصيات التي حملت الرسالة من ناحية الأخلاق والأمانة.
ج – التشكيك والتعرض لمصادر الرسالة أو المعتقد مثل الكتب والمخطوطات.
ب - ربط المعتقد بسلبيات هو غير مسئول عنها , وتكرار هذا الربط في وسائل الإعلام المختلفة حتى يرسخ في عقول
الناس , مثل ادعاءهم أن : الإسلام يضطهد المرأة, يحض على العنف , انتشر بالسيف , الإسلام مرتبط بالتخلف ...
إلخ .
ج- إضعاف لغة الرسالة , مثل اللغة العربية في حالة المسلمين العرب ( الدعوة منذ أكثر من قرن لتجاهل اللغة
العربية واستبدالها أو تغيير قواعدها , التوسع في المدارس الأجنبية ... إلخ).
2- محاولة إظهار وإثبات صحة المعتقد النصراني .
الجزء الأول الذي يعتمد على الهدم , ربما يتم عن طريق :
أ- تمويل مواقع وأحزاب ومؤسسات تنشر الفكر الإلحادي والفكر اللاديني تحت مسمى حرية الفكر وغيرها ( ابن
خلدون – منتديات اللادينيين العرب – منتديات الإلحاد ...إلخ. ).
ب- إستقطاب عدد من الشخصيات أصحاب الأسماء الإسلامية , وخاصة من الإعلاميين للقيام بنفس دور الهدم تحت
مسميات مثل التنوير , وإعادة محاكمة التراث , وإعمال العقل في صحة النص, وغيرها , مع القيام بدعمهم مالياً
وإعلامياً , وربما منحهم جوائز الإشادة والتقدير " سيد القمني .... إلخ" .
أو عن طريق السخرية من بعض ما يرتبط بالإسلام عن طريق وسائل الإعلام والمسلسلات ( أفلام عادل إمام , مجلة
أو جريدة روز اليوسف ).
وربما يُنتج التنصير هدماً فقط , ولا يتحول الشخص أو المجتمع إلى النصرانية , بل يتحول إلى الإلحاد أو اللادينية أو
على أقل تقدير إلى مسلم سلبي متشكك في دينه , وهذا يعتبر أيضاً نصراً لهم , فقد تحول منافسهم أو هدفهم من
جندي يقف أمامهم إلى شخص يقف في الحياد أو ربما متشكك يؤدي تشككه إلى تشكك غيره ممن حوله .
وهذا ما نراه في المواقع الجديدة مثل الفيسبوك , ويجد أي متطلع مجموعات وصفحات إلحادية لا تهاجم إلا الإسلام
وتستهدف فئة معينة من صغار السن لغتهم العربية ضعيفة ومعلوماتهم الدينية منعدمة , وينقل الصغار ما يسمعونه من
أفكار إلى غيرهم ، فتجد العديد من حالات الإلحاد أو اللادينية ( المؤقتة غالباً ) .
وتعتمد المرحلة الخاصة ببناء المعتقد النصراني على :
1- إثبات صحة النصرانية وخلو مصادرها من التحريف .
2- ربط النصرانية بالمحبة والسلام والخدمات الاجتماعية والطبية وبالعلم والتقدم.
3- إنشاء العديد من المراكز الصحية ودور علاج الإدمان أو رعاية المسنين والمدارس الخاصة .
4- السيطرة على بعض وسائل الإعلام , أو حتى تقديم الرشاوى لبعض القائمين على وسائل الإعلام من أجل تمرير
فكرة أو معتقد ( مثل الجرائد التي أكدت ظهور العذراء قبل أن تؤكد الكنيسة مع اختلاف النصارى حول الظهور
المزعوم , ومعرفة أغلب الناس بالحيل التي يدعون بها هذا الظهور الذي إن حدث لا فائدة منه , فهو خيال امرأة
تتمشى على سطح الكنيسة كما يدعون ! – راجع كتاب هل ظهرت العذراء – ياسر جبر ).
5- تقديم الدعم المادي الكبير للشخصيات التي تتنصر ومساعدتها على الهجرة إلى الخارج وذلك لتشكيك أصحاب
المعتقد الأصلي , وأيضاً لتثبيت النصارى على دينهم وذلك من خلال الدعاية والأفلام الوثائقية ( قناة الحرة تقوم
بعرض قصة تنصر ابن بورسعيد الباحث عن الشهرة بصفة مستمرة).
6- التغاضي عن سلبيات المجتمع الغربي النصراني والتبرأ منه حال ذكر هذه السلبيات كالإباحية, والإشادة به
وبنصرانيته حال الحديث عن التقدم العلمي وغزو الفضاء وغيرها .
ربما قام الشخص بتمثيل الإلحاد أو النصرانية على المنصرين وهم يعلمون .... لكن هذا لن يمنع دعمهم له فوجوده
على هذه الحالة سيكون له التأثير الإيجابي على النصارى الذين يبتهجون بإدعاء أي شخص دخول النصرانية , كما
أن الأمل في أولاده وفي الأجيال التالية أكبر , فتنصير أبناء متنصر كاذب أو تنصير أبناء ملحد أسهل من تنصير أبناء
مسلم ملتزم علم أبناءه القرآن واللغة العربية .
ما قدمته لك عزيزي القارئ , هو الحد الأدنى من المعرفة الواجبة الخاصة بالتنصير وبالمنظمات التنصيرية ودورها
وهدفها , وذلك من أجل توخي الحذر .
وفقكم الله تعالى .
والحمد لله رب العالمين .
الإستاذ/ ياسر جبر