السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
حياكم الله ايها الوجوه الطيبه وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبءاتم من الجنة منزلة وبعد اخوتى فى الله
ما يجب على اهل الميت اتباعه من امور من شأنها ترضى رب الارض والسماء
1: الصبر والرضا بقدر الله :
لقول الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ () الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ () أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (155- 156) البقرة
ها هو أجر الصبر ، ها هى الثمرة وها هو الجزاء :{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
وفى حديث لأنس بن مالك : أن النبى مر بأمرأة عند قبر لها تبكى قال لها رسول الله " اتقى الله واصبرى " فقالت عنى فإنك لم تصب بمصيبتى ولم تعرف أن الذى تخاطبه هو المصطفى فقيل لها : إنه رسول الله فأخذها مثل الموت ثم انطلقت هذه المرأة فأتت باب رسول الله فلم تجد عنده بوابين.
فقالت : يا رسول الله إنى لم أعرفك – يعنى حين قلت لى :" أتق الله واصبرى "
وحين قلت لك : إليك عنى ، إنك لم تصب بمصيبتى ما عرفت أنك رسول الله فقال النبى : " إنما الصبر عند الصدمة الأولى "
(1)إن بلغك خبر موت أحد أقاربك لا ينبغى بعد أن تلطم الخد ، وتشق الجيب ، وبعد أقوال الجاهلية إن ذكرك أحد من أهل الفضل بالله تقول : أنا صابر أنتهى وقت الصبر ، إنما الصبر عند الصدمة الأولى.
.
وفى الصحيحين من حديث أبى سعيد الخدرى – رضى الله عنه – أن النبى
قال : " أيما أمرأة مات لها ثلاثة من الولد – فتصبر على موتهم – إلا كانوا حجاباً لها من النار " قالت أمرأة : واثنان يا رسول الله ؟ قال " واثنان "
(1)إذن إن مات الميت وجب على أقارب الميت وأهله أن يصبروا وأن يرضوا بقدر الله وقضائه فما من حى على ظهر الأرض إلا ونهايته الموت، ولو خُلد أحد لخُلد المصطفى.
قال الله تعالى : {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} الأنبياء} الأنبياء(34)
وقال تعالى :{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (26،27) الرحمن.
فوجب على أهل المتوفى أن يصبروا وأن يرضوا بما قسم وقدر وقضى الله.
2: يجب عليهم جميعاً أن يسترجعوا :
والاستراجاع هو أن يقولوا : " إنا لله وإنا إليه راجعون ".
تردد هذه الكلمة أيها المسلم بصبر ورضا وبقلب حاضر " إنا لله وإنا إليه راجعون " مع أول وهلة يأتيك خبر أحد أقاربك " إنا لله وإنا إليه راجعون ". ثم زد على هذه الآية الكريمة ما علمنا إياه رسول الله r لحديث أم سلمة : " اللهم أجرنى فى مصيبتى وأخلف لى خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها ".
ويقول رسول الله:"ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمر الله به إنا
لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنى فى مصيبتى وأخلف لى خيراً منها إلا أخلف الله
خيراً منها ".
قالت أم سلمة : فلما مات أبو سلمة قلت : وأى المسلمين خير من أبى سلمة فهو أول من هاجر إلى رسول الله ، تقول أم سلمة: ثم إنى قلتها فأخلف الله لى بدلاً من أبى سلمة رسول الله .
ولا ينافى الصبر والرضا أن تمتنع المرأة المسلمة من الزينة حداداً إلا على وفاة الزوج أكثر من ثلاثة أيام يعنى. لا يجوز للمرأة المسلمة أن تحد على ولد ولا على والد ولا على أخ أكثر من ثلاثة أيام، إلا إذا مات زوجها فتحد أبعة أشهر وعشراً.
انظر إلى مكانة الزوج، هذه مكانة الزوج فى الإسلام.
*لا يجوز للمرأة المسلمة أن تمتنع عن الزينة وعن التطيب فى البيت، وإلا فإن وضع الطيب حتى فى وجود الزوج حرام على المرأة خارج البيت، لا يحل للمرأة أن تضع الطيب وإن تخرج به إلى الشوارع والطرقات، نهى النبى عن ذلك وقال : " أيما امرأة استعطرت وخرجت فمرت على مجلس رجال فهى كذا وكذا "
(2) أى زانية وليعاذ بالله ، والمراد بالزنا هنا قال : " العين تزنى وزناها النظر، والأذن تزنى وزناها السمع، واليد تزنى وزناها اللمس، والرجِل تزنى وزناها المشى، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه "
(3) فلا يحل لامرأة مسلمة أن تضع الطيب والعطر، وأن تخرج به خارج البيت وأظن أن ما نراه الآن أمر يؤلم قلب كل مسلم غيور.
إذا من السنة : إذا مات الميت أن يصبر أهله وأقاربه عليه وألا تحتد المرأة أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوجها فيجب عليها حينئذ أن تحتد أربعة أشهر وعشرا.
--
--: يحرم على أقارب المتوفى بعض الأمور منها :
أولاً : النياحة :.
فالنياحة : محرمة على أهل الميت ففى الحديث الذى رواه مسلم وغيره من حديث أبى مالك الأشعرى أن النبى قال : " أربع فى أمتى من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر فى الأحساب "
(1) أن يفخر الإنسان بحسبه مع أن الحسب الحقيقى هو التقوى : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) الحجرات "يافاطمة اعملى فوالله لا أغنى عنك من الله شيئاً "
(2) ثم قال النبى r لأهله : " إنكم لن تأتونى يوم القيامة بأنسابكم وإنما تأتونى بأعمالكم فاعملوا فإنى لا أغنى عنكم من الله شيئاً ".
وقال " النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب أو لم يقل رسول الله "من مات على شىء بعث عليه"
(4) والحديث فى صحيح مسلم.
ولما مات إبراهيم ابن رسول الله صاح أسامة بن زيد فقال رسول الله : " ليس هذا منى، وليس بصالح حق ، القلب يحزن والعين تدمع ولا نغضب الرب "
(2)الحديث رواه ابن حبان والحاكم فى مستدركه بسند حسن من حديث أبى هريرة – رضى الله عنه.
.
ثانياً : ضرب الخدود :
أيضا من المحرم على أهل الميت أن يضربوا الخد، أو أن يشقوا الجيب عندما يأتى خبر الموت لرجل عزيز تجد أو شىء يفعله أن يقوم بشق الثوب من أعلى إلى أسفل، ويلطم خده، ويضع التراب على رأسه، ويصرخ، وعندما يشعر بالإرهاق والتعب الشديد يجلس ويدعى الصبر.
فيحرم عليهم ذلك قال كما فى الصحيحين من حديث ابن مسعود : " ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعى بدعوة الجاهلية "
(1) .
ثالثاً : حلق الشعر:
أيضاً يحرم على أهل الميت حلق الشعر لحديث أبى بردة بن أبى موسى قال :وجع أبو موسى وجعا فغشى عليه ، ورأسه فى حجر امرأة فصاحت امرأة من أهله فلم يستطع أن يرد عليها شيئاً فلما أفاق قال : أنا برىء مما برىء رسول الله r قال رسول
الله : " إنه برىء من الصالقة " هى المرأة التى ترفع صوتها عند الموت تبين الفجيعة بما رفع " والحالقة " التى تحلق رأسها حزنا على موت ميتها " والشاقة التى تشق ثيابها
ومن العادات القبيحة والمحرمة أيضاً على الرجال : أن يعفى الرجل لحيته لبعض الأيام حزنا على موت الميت لا يحلق اللحية ثم بعد أيام يحلق اللحية هذا أيضاً محرم.
لا شك إن إعفاء اللحية لمثل هذا، وحلق اللحية فى غير هذا مما نهى عنه النبى .
رابعاً : النعى :
ففى الصحيحين من حديث أبى هريرة- رضى الله عنه – أن رسول الله قام بنفسه فنعى لأصحابه النجاشى فى اليوم الذى مات فيه، ثم خرج النبى إلى المصلى فصف بهم وكبر أربعا
(3) وصلى على النجاشى صلاة الغائب وهو الراجح عند جمهور أهل العلم.
أسأل الله عز وجل أن يختم لنا ولكم بالإيمان، وأن يرزقنا جميعاً قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً.