¤ô§ô¤*~بسم الله الرحمن الرحيم~*¤ô§ô¤*~
إن الحمد لله أحمده و أستعينه
و أستغفره و أستهديه و أعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , من
يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبد الله و رسوله صلى الله عليه و على
آله الطيبين الطاهرين و صحبه الكرام الميامين وسلم .
قد يكون كلامي ثقيل نوعاً ما على صدور بعض الأخوة في المنتدى و لكنها
الحقيقة كبتها في صدري وقت ليس بالقصير و لكن ضاق صدري بها وحان الوقت لكي
تُقال .
ندائي إلى من يتكلم باسم العروبة و باسم الإسلام و هو منسلخ عن الإسلام ، فلا تغضب و استكمل الموضوع :
معذرة أخواني في الله نستمع قبل أن
نبدأ لآية عظيمة جاءت في سورة محمد صلى الله عليه و سلم تقول { يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ
وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }
فقد يسأل سائل و كيف أنصر الله عزَّ و جلَّ قال صاحب الظلال _ رحمه الله _
((وكيف ينصر المؤمنون الله , حتى يقوموا بالشرط وينالوا ما شرط لهم من
النصر والتثبيت .
إن لله في نفوسهم أن تتجرد له
, وألا تشرك به شيئا , شركا ظاهرا أو خفيا , وألا تستبقي فيها معه أحدا
ولا شيئا , وأن يكون الله أحب إليها من ذاتها ومن كل ما تحب وتهوى , وأن
تحكمه في رغباتها ونزواتها وحركاتها وسكناتها , وسرها وعلانيتها , ونشاطها
كله وخلجاتها
فهذا نصر الله في ذوات النفوس .
وإن لله شريعة ومنهاجا للحياة
, تقوم على قواعد وموازين وقيم وتصور خاص للوجود كله وللحياة . ونصر الله
يتحقق بنصرة شريعته ومنهاجه , ومحاولة تحكيمها في الحياة كلها بدون
استثناء , فهذا نصر الله في واقع الحياة ))
فتعالى معي أخي المتحمس الذي تكتب و تشجب و تستنكر ما يحدث في لبنان و من
قبلها استنكرت ما حدث من سب لسيد ولد آدم _ صلى الله عليه و سلم _ و من
قبلهما استنكرت ما حدث و يحدث في فلسطين و العراق و أفغانستان و الشيشان و
البوسنة و أندونسيا و الهند و ما حدث للأخوات المغتربات في فرنسا .
فكلنا تملكنا الغيظ و انقسمنا لأقسام و هي :
الأول : لا يبالي بما يحدث فقد
أصبح ما يرى و يسمع أمر طبيعي فقد أصبح من الطبيعي أن يقرأ يوميا عن
استشهاد فلسطينين و عراقيين فأصبحت المسألة لا تهمه فلسان حاله ماذا أفعل ؟
الثاني : أنا هذا النوع فهو لا
يعبأ أصلاً بمتابعة ما يحدث من أحداث مأساوية ، فقد جاوزت التفاهة معه كل
الحدود ، فهذا لا يرى إلا نفسه و شهواته .
الثالث : و هذا نوع ما سماهم رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ بالغرباء ،
الذين يصلحون و يحاولون أن يبدلوا بعون الله و قوته و هؤلاء قد فتح الله
عليهم و أنار دربهم فعلموا وظيفتهم و هرعوا إلى تطبيق كل ما أمر الله و ذب
كل ما نهى عنه المولى جلَّ في عُلاه فهم يعملوا بقوله تعالى : { كُنتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }
فالله أسأل أن يزيد من هؤلاء و يفتح بينهم و بين أقوامهم إنه خير الفاتحين .
و معذرةً أخواني لو تحب أن تقيم نفسك فانظر أنت من هذه النقاط التي أوردها :
1 / أنت السبب يا من عشت لشهوة
فرجك إما بمغازلة النساء و الوقوع بهن أو بحديثهن عبر الوسائل الحديثة _
الماسنجر _ أو تقليب النظر في صور العاهرات على شبكة الإنترنت و التربص
لهن ، فأنت سبب من أسباب فساد الأمة و انتشار الخبث فيها .
2 / و أنتِ يا من خرجتِ بثياب
لا تصلح ورب الكعبة إلا لغرف النوم ، و رخصتي من نفسك و جعلتِ أنظار
الرجال تخرق جسدك كلما سرتِ في طريق ، أنتِ يا من تري أن مخالطة الرجال شئ
طبيعي و محادثة الرجال في التليفونات أمر طبيعي ، و محادثتهم عبر شبكة
المعلومات أمر لا حرج فيه ، أنتِ يا من تبيعي نفسك و كل غرضك أن تلفتي
النظر إليك ، أعلمي و ثقي تمام الثقة أنكِ أيضا من أسباب انتكاسة الأمة .
3 / و أنت يا من استحللت
المعاملات الربوية و أدخلت بيتك النار و أكلت أولادك بالسحت ، و تعاملت
بما حرم الله فأنت سبب انتكاسة تلك الأمة .
4 / و أنت و أنتِ يا من تستمعوا إلى الأعاني و
تضيعوا من ثمين أوقاتكم أمام قنوات الدعارة و تشاهدون الأفلام العربية و
الأجنبية و لا تجدون في ذلك حرجاً و لا تتقوا الله في أنظار سوف تسألون
عنها .
[5 / و أنت يا تارك الصلاة يا من تقوم إلى الصلاة و أنت كسلان لا تهم في صلاتك و تسرقها أنت أيضا سبب من أسباب انتكاسة الأمة .
6 / و أنت يا تبخل على الأمة بالتبرع و الزكاة و تكنز الذهب و الفضة و لا تنفق في سبيل الله أنت أيضا سببا من أسباب انتكاسة الأمة .
7 / و أنت يا من هجرت القرآن و
استبدلت حفظ القرآن بحفظ كلمات الأغاني و حفظ الأشعار فحل الخراب في صدرك
و كنت أنت الآخر سببا من أسباب انتكاسة الأمة .
8 / أيها السارق أيًّ ما كانت
سرقتك أهي تبديد للمال العام أم أنها رشوى أم أنها سرقة بالمعنى المتعارف
عليه فاعلم أنك سبب من أسباب انتكاسة الأمة .
9 /
وأنت من عمرت بيتك بالمال الحرام سواء كان عملك في البنوك الربوية فمالك
حرام _ و هذا ليس من عندي و إنما هو ما قال به العلماء الأكابر المعتبرين
_ و أنت يا من تعمل في الخمور سواء تبيع أو تحمل فمالك حرام و أنت يا تعمل
في الفنادق _ شقق دعارة كبيرة بتصريح _ فكل المال الذي يدخل لك من هذه
الفنادق حرام _ و أقصد بهذه الفنادق الفنادق التي في مصر و بعض الدول
العربية الذي تعامل الأجانب و يدخلون إليها عراة و يخالط الشباب النساء و
أغلب الشباب المصري الذي يعمل بفنادق خط البحر الأحمر وقع في الزنا مع
النساء الأجنبيات _ فاعلم يا أخي أنك لو امتنعت و امتنع غيرك و غيرك إمَّا
أن تستبدل تلك الأماكن نشاطها أو أن يغلقوها فاعلم أنك بعملك في تلك
الأماكن تكون سببا من أسباب انتكاسة الأمة .
10 / انتشار الفحش و السب و
اللعن و كثرة انتشار مظاهر الشرك في بلاد المسلمين فوالله لا يمر اليوم
إلا و نسمع دين الله يسب جهراً و هذا يمين أحاسب عليه .
هذه العشرة و إن كانت غير وافية و لكن الله أسأل أن تزيل الغشاوة التي على الأبصار .
و اعلم أن لو فيك ولو صفة واحدة من هذه الصفات فإنك و الله لا تخدع إلا نفسك .
~*¤ô§ô¤*~إن الله بنا رحيما~*¤ô§ô¤*~
أحبتي في الله ألا ترون أننا
أتينا ببعض ما جاء به قوم نوح _ عليه السلام _ إذ أننا نسخر بالملتزمين
لمجرد أنهم ينفذوا ما أمر الله به و نستهزئ بهم كما استهزأ قوم نوح به
عندما كان يصنع الفلك { وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا
وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ &
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ
سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ
كَمَا تَسْخَرُونَ }
2. وكذلك جئنا بما جاء به قوم
هود إذ عثوا فى الأرض مفسدين فأذلَّ القوى منهم الضعيف ، وبطش الكبير
بالصغير فأراد هداية للأقوياء ، وتمكيناً للضعفاء ، وتهذيباً للنفوس ،
ورفعاً للحجب التى تراكمت على بصائرهم فأرسل إليهم رسولاً من أنفسهم ،
يحدثهم بلغتهم ويخاطبهم بأسلوبهم ويرشدهم إلى خالقهم ويبين لهم سفاهة
عبادتهم .
3. و كذلك جئنا بما جاء به قوم لوط _ عليه السلام _{
أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ
أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ }
4 . و جئنا بما جاء به قوم
شعيب _ عليه السلام _ { وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ
وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ
وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }
فانظر كيف جزى الله هؤلاء :
أ / قوم نوح _ عليه السلام _{
وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ
وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا
أَلِيمًا }
ب / قوم هود _ عليه السلام _{
فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا
عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا
عَذَابٌ أَلِيمٌ ُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا
يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ }
جـ / قوط لوط _ عليه السلام _ { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ }
د / قوم شعيب _ عليه السلام _ { وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }
* فكيف نريد أن ينصرنا الله و
قد رفع عن الذين من قبلنا العذاب بوجود الرسول _ صلى الله عليه وسلم _
بينهم ، و رفع عنا العذاب بوجود بعض الطاهرين المستغفرين الذين يستغفرون {
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ
مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ }
فلا يغرنك من يطغى في الأرض و الله يزيده و يجعل له سلطانا و مالا و جاه و
تذكر قوله تعالى : { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى
عَذَابٍ غَلِيظٍ }
فيا أخواني لا تتكلموا إلا لما
لكم به علم و إن جهلتم أمراً فطالعوا و ارجعوا إلى أهل الذكر و اسألوهم ،
و لا تتفوهوا ، و تتخبطوا في حديثكم فيظهر جهلكم ، و لا تدعوا الغيرة و
أنتم سبب فساد الأمة .
فعليك يا أخي الكريم و يا أختي الكريمة أن تطهر نفسك أولا من الجاهلية التي أنت غارق فيها ثم بعدها ستجد أمورك بأحسن حال .
كلنا بنا أخطاء و لكن خير الخطائين التوابين ، فلنصلح أنفسنا و أهلنا {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }
و من ثمَّ و بدون شعور منا ستجد نفسك حامل لعبء الأمة يحزنك ما يضرها و يفرحك نصرها .
فهناك من يكتب في حال الأمة و هو يستمع إلى أغنية أو و هو متلهف لمشاهدة مبارة أخواني إن الله لم يخلق للمرء قلبين في جوف واحد .
قال لنا شيخنا / مسعد أنور _ حفظه الله _ ليكن عندك مروءة ، عِش هم الأمة .
و يعيش الإنسان هم أمته بالسعي بأن ينصره الله و لا ينصر الله إلا من نصره و نصرة الله تأتي باتباع الأوامر و النهي عن المحذورات .
فأرجو
أن نعيش هم الأمة و المسألة أفعال أكثر من قولها أقوال و خاب و خسر من قال
أنه ليس بيده شىء و الله الذي لا إله إلا هو إن الرجل ليستطيع أن يبدل
الواقع بأمر الله و بالتزامه بما شرع الله جلَّ و علا .
و الله إن نصر الله قريب ، و سوف يظهر الله الفرقة النصورة بإذن الله .***
خالص إحترامي
( للأمانة نقلاً عن أحد الأخوات جزاها الله وإيانا خير الجزاء وبارك الله في قلمها)