طالب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بحشد كافة المؤيدين لحقوق الفلسطينيين على امتداد العالم، من المشرق والمغرب في جهود تعاونية متكاملة؛ من أجل نصرة فلسطين حتى تحريرها الكامل.
وقال الشيخ يوسف القرضاوي في كلمة ألقاها في افتتاح أعمال "المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين" المنعقد في إسطنبول اليوم الجمعة بحضور قرابة 500 شخصية: "علينا لكي تنتصر قضية فلسطين أن نجمع شمل الأمة، أن نوحِّد الأمة، وهذا هو الذي نقوم به في هذا المؤتمر، نجمع فعاليات مختلفة عربية وإسلامية ومسيحية وعالمية، نجمع كل من ينتصر للحق كي يقف صفًّا واحدًا كأنهم بنيان مرصوص".
وتابع: "هذا هو واجبنا في هذه القضية؛ بأن نتراصَّ وأن نتلاحم في هذه القضية كالجسد الواحد، وهذا هو الذي يقوم به هذا المؤتمر، في حشد الجهود، وتعبئة القوى المختلفة، كلها تصبُّ في نصرة الحق في هذه القضية".
وأشاد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالشعب الفلسطيني، مبينًا أن "هذا الشعب الذي طال صبره وطال احتماله، صبر على البلاء"، وفي ظل الحرب الأخيرة "صبر الشعب الفلسطيني حتى كان له النصر، والحمد لله رب العالمين" ، غير أنه دعا الفصائل في فلسطين إلى "أن يتقوا الله في بلدهم، وأن يتقوا الله في أهلهم"، مطالبًا إياهم بالوصول إلى اتفاق واتحاد، وإنهاء الانقسام الذي مزق الكيان الفلسطيني، لافتًا الانتباه إلى أن "الحق في هذه القضية لا يختلف فيه اثنان، هو حقٌّ واحدٌ".
وحول زيارة بابا الفاتيكان لفلسطين المحتلة قال القرضاوي: "كنا نود لو أن البابا خلال جولته في الأراضي الفلسطينية التي دامت ثمانية أيام قد تفضَّل وزار المحرقة الهائلة الكبرى في غزة"، في إشارة إلى آثار الحرب الصهيونية الأخيرة.
وتابع القرضاوي مذكرًا أن بابا الفاتيكان اعتذر لليهود، وكرَّر الاعتذار لهم، لكنه رفض الاعتذار للمسلمين عمَّا قاله بحق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في نهاية صيف 2006م، كما لم يقم بزيارة غزة في جولته الأخيرة.
وختم القرضاوي خطابه بالقول: "نحن نريد نصرةً دائمةً لفلسطين"، حتى لا تكون هناك هبَّات متقطعة وغير متواصلة، وقال إن نصرة فلسطين "ليست تبرعًا ولا تطوعًا، بل هي فرض علينا"، مضيفًا: "على الأقل يجب أن تبقى المقاومة في فلسطين، بأن نشد أزرها، ونحمي ظهرها".
وكانت أعمال "المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين" قد انطلقت في مدينة إسطنبول التركية اليوم الجمعة، بحضور مئات الشخصيات وممثلي مؤسسات المجتمع المدني من أنحاء العالم تحت شعار "نحو نصرة دائمة لفلسطين".
وتقدَّم الحاضرين في المؤتمر المشير عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق، والقيادي الفلسطيني البارز الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة سنة 1948م، والعلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وشخصيات من العالم العربي والإسلامي وأنحاء العالم.
السبت مايو 23, 2009 12:44 pm