وفي بعض الأحيان تصاب الخنازير بأكثر من نوع من الفيروسات في وقت واحد؛ مما يسمح لجينات تلك الفيروسات بأن تختلط؛ مما يؤدي إلى ظهور فيروس للإنفلونزا يحتوي على جينات من أكثر من مصدر، وعلى الرغم من أن فيروسات إنفلونزا الخنازير هي عادة من أنواع متخصصة تصيب الخنازير فقط، فإنها تتخطى حاجز النوع لتسبب المرض للإنسان. س: ما هي التأثيرات على صحة الإنسان؟ ج: تم تسجيل بعض حالات الإصابات البشرية الفردية أو الجماعية بعدوى إنفلونزا الخنازير، وتتشابه الأعراض في العموم مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، لكن الحالات الإكلينيكية المسجلة قد تتراوح في طيف عريض بين الإصابة بدون أعراض، والالتهاب الرئوي الشديد المؤدي للوفاة. ولأن الحالات الإكلينيكية النمطية للإصابة بإنفلونزا الخنازير تتشابه مع الإصابات الموسمية وحالات الإصابة الحادة الأخرى للجزء العلوي من الجهاز التنفسي، فقد تم اكتشاف أغلب الحالات بالمصادفة خلال المسوح الموسمية للإنفلونزا، كما يمكن للحالات الخفيفة أو منعدمة الأعراض أن تهرب دون التعرف عليها، ومن ثم فإن المدى الحقيقي لانتشار المرض بين البشر غير معروف. س: أين سجلت الحالات البشرية؟ ج: منذ تطبيق التنظيمات الصحية الدولية (2005) وفي 2007 تم إعلام منظمة الصحة العالمية بوجود حالات للإصابة بإنفلونزا الخنازير في كل من الولايات المتحدة وإسبانيا. س: كيف تحدث الإصابة البشرية؟ ج: يلتقط الناس عادة إنفلونزا الخنازير من الخنازير المصابة، ورغم ذلك فإن بعض الحالات البشرية التي أصيبت كانت تفتقد في تاريخها المرضي للاتصال بالخنازير، أو التواجد في بيئات تتواجد فيها الخنازير، وقد تم تسجيل الانتقال من إنسان إلى إنسان في بعض الحالات التي حدث فيها اتصال قريب، أو بين المجموعات المغلقة من البشر. س: هل هو آمن أن تأكل لحم الخنزير أو منتجات الخنازير؟ ج: نعم، لم يحدث انتقال لإنفلونزا الخنازير إلى البشر عبر لحم ومنتجات الخنازير التي تم تداولها وإعدادها بالشكل السليم؛ حيث يتم قتل فيروس الإنفلونزا لدى الطهي عند درجات حرارة 160 فهرنهايت/ 70 درجة مئوية، ناهيك عن التوجيهات العامة في إعداد كل من لحم الخنزير وسائر اللحوم ( هذا نص دليل منظمة الصحة، لكن الشريعة الإسلامية تنص على تحريم أكل لحم الخنزير ). س: أي دول تأثرت بتفشي المرض بين الخنازير؟ ج: إنفلونزا الخنازير ليس من بين الأمراض التي يتم الإبلاغ عنها لدى السلطات الدولية لصحة الحيوان (www.oie.int)، ومن ثم فإن انتشاره في أوساط البشر ليس معروفا بشكل كاف، ويعتبر المرض متوطنا في الولايات المتحدة، كما أنه من المعروف أن المرض قد حدث وتفشى بين الخنازير في كل من أمريكا الشمالية والجنوبية، وأوروبا (وفي ذلك المملكة المتحدة والسويد وإيطاليا)، وإفريقيا (كينيا)، وفي أجزاء من شرق آسيا (الصين واليابان). س: ماذا عن خطر الانتشار الوبائي؟ ج: من المحتمل أن أغلب الناس، خاصة أولئك الذين ليس لهم اتصال منتظم بالخنازير، ليست لديهم مناعة ضد فيروسات إنفلونزا الخنازير، تمنعهم من الإصابة بالفيروس، فإذا حدث انتقال ذو كفاءة لفيروس الخنازير من الإنسان إلى الإنسان فإن ذلك قد يتسبب في حدوث وباء للإنفلونزا، ومن الصعب التنبؤ بتأثيرات ذلك الوباء الناتج عن هذا الفيروس؛ إذ يعتمد ذلك على شدة الفيروس، والمناعة الموجودة بين البشر، والحماية المتقاطعة بالأجسام المضادة الناتجة عن الإصابة بالإنفلونزا الموسمية والعوامل الحاضنة لها. س: هل هناك لقاح بشري للوقاية من إنفلونزا الخنازير؟ ج: ليست هناك لقاحات تحتوي على فيروس إنفلونزا الخنازير الحالي المتسبب في المرض بين البشر، وليس معروفا إذا كانت لقاحات الإنفلونزا الموسمية يمكن أن تعطي أي حماية أم لا.. من المهم استحداث لقاح ضد نوع الفيروس السائر حاليا حتى يعطي أقصى حماية المحصنين من البشر، ومن ثم فإن منظمة الصحة العالمية في حاجة إلى الوصول إلى العديد من الفيروسات لاختيار الفيروس الأنسب لاستخدامه في صنع اللقاح. س: ما هي الأدوية المتاحة للعلاج؟ ج: الأدوية المضادة للفيروسات التي تستخدم في الإنفلونزا الموسمية متاحة في بعض البلدان، وهي تمنع وتعالج المرض بفعالية، وهناك صنفان من تلك الأدوية: 1- الأدامانتينات adamantanes (أمانتادين amantadine و ريمانتادين remantadine). 2- مثبطات إنزيم الإنفلونزا نيورأمينيديز (أوزيلتاميفير oseltamivir و زاناميفير zanamivir). ومعظم الحالات المسجلة سابقا لإنفلونزا الخنازير تعافت تماما من المرض دون أن تتطلب انتباها طبيا أو علاجا دوائيا مضادا للفيروسات. وقد اكتسبت بعض فيروسات الإنفلونزا مناعة ضد الأدوية المضادة للفيروسات؛ مما يتسبب في محدودية تأثير الوقاية الكيميائية والعلاج، وقد كانت الفيروسات المعزولة من الحالات البشرية الحديثة المصابة بإنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة حساسة لـ(أوزيلتاميفير oseltamivir و زاناميفير zanamivir) ومقاومة لـ (أمانتادين amantadine و ريمانتادين remantadine). لكن المعلومات غير كافية لإعطاء نصائح حول استخدام مضادات الفيروسات في منع ومعالجة الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، فعلى الإكلينيكيين أن يتخذوا قراراتهم بناء على التقييم الإكلينيكي والوبائي، وتقدير الأضرار والمنافع التي تقع من وقاية/ علاج المريض بها. وفيما يخص التفشي القائم حاليا في كل من الولايات المتحدة والمكسيك فإن السلطات المحلية والقومية توصي باستخدام (أوزيلتاميفير oseltamivir و زاناميفير zanamivir) للعلاج والوقاية بناء على صورة "قابلية الفيروس".
|