الدوحة* – عشرينات-نشرة9/24-5-2008
في الوقت الذي تصنف فيه قطر باعتبارها أغنى دولة في المنطقة العربية وتحتل المركز الثاني عالميا من حيث نصيب الفرد من الدخل القومي، إلا أنها تضم 3335 فقيرا يخصص لهم صندوق الزكاة القطري إعانات شهرية، لمساعدتهم على مواجهة أعباء الحياة.
ويبلغ إجمالي عدد المستفيدين من إعانات الصندوق ولهم ملفات موجودة به نحو 10740 شخص يمثل القطريون الفقراء حوالى 31% منهم.
والغريب أيضا أن الزكوات المستحقة على الشركات المساهمة تقدر بنحو 1.2 مليار ريال، لا يصل إلى الصندوق منها سوى 12% فقط (الدولار = 3.7 ريالات).
وبلغ نصيب الفرد في قطر من الناتج المحلي الإجمالي وفقا لأحدث تقرير لوكالة "موديز" للتصنيفات الائتمانية نحو 92.065 دولارا مقابل 72.863 دولارا في عام 2007، وتوقعت الوكالة أن يرتفع إلى 95.618 دولارا العام المقبل، بينما قدر صندوق النقد الدولي نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بـ80 ألف دولار في 2007.
ويقدر عدد سكان قطر وفقا للإحصائيات الرسمية بمليون نسمة منها 200 ألف قطري.
وحسب ما جاء في تقرير "موديز" تعتبر قطر حاليا أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وتخطط الحكومة لمضاعفة صادراتها من الغاز الطبيعي من المستويات الحالية والتي تقدر بحوالي 30 مليون طن حسب إحصائيات العام الماضي تعتبر الأعلى في العالم.
ثاني أغنى دولة بالعالم
الأرقام السابقة لا تدع مجالا للشك أن مستوى الرخاء الاقتصادي الذي حققته قطر خلال السنوات القليلة الماضية حوَّلها إلى ثاني أغنى دولة في العالم، وهو الأمر الذي أكده رئيس جهاز الإحصاء القطري الشيخ حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني.
وذكر في تصريحات صحفية أن قطر سوف تحتل المرتبة الثانية عالميا بعد «لكسمبورج» فيما يخص متوسط دخل الفرد بعد إجراء التقديرات الجديدة للناتج المحلي الإجمالي.
بعد كل هذه الثروات هل يصدق أحد أن قطر لديها فقراء؟ خصوصا أن الحكومة القطرية تعطي مواطنيها منحا مالية لا ترد، فكما قال عبد الله بن جاسم مدير بأحد البنوك لـ"الأسواق. نت" إن الشباب القطري المقدم على الزواج يمكنه الحصول على "مكرمة أميرية" من خلال التقدم للديوان الأميري بطلب في هذا الخصوص.
وأوضح أن هذه المكرمة تبدأ من 10 آلاف ريال إلى ما شاء الله، كما يحصل كل من يريد البناء على قطعة أرض قيمتها 800 ألف ريال بالإضافة إلى 600 ألف ريال للبناء.
ويمكن لأي قطري الحصول على قرض حسن قيمته 600 ألف ريال أخرى لاستكمال أعمال البناء بفائدة سنوية قدرها 3%.
ومعروف أن القطريين لا يدفعون أي مقابل لاستهلاك الماء والكهرباء، فضلا عن مجانية الهاتف الثابت للمكالمات الداخلية.
ورغم هذا الثراء الذي تتمتع به قطر إلا أن سجلات صندوق الزكاة القطري تكشف عن وجود 3335 مواطنا قطريا مستحقون لإعانات، وحول هذه المفارقة قال مصدر مسؤول بالصندوق رفض ذكر اسمه لـ"الأسواق.نت" صحيح أن قطر من أغنى دول العالم، ولكنها كأي مجتمع يوجد بها فقراء يستحقون الزكاة.
وفسر ذلك بقوله كلما ارتفع مستوى المعيشة وازدهر الوضع الاقتصادي بشكل عام في أي دولة في العالم لا بد أن تظهر شريحة من الفقراء، بل في بعض الأحيان -والكلام على لسان المصدر- تجد أن الأغنياء يزدادون ثراءً والفقراء يزدادون حاجة.
وأضاف رغم ارتفاع الدخل في قطر سواء بين المواطنين أم المقيمين إلا أن هناك فئة دخلها قليل ولا تكفي أصحابها مواجهة أعباء الحياة، والصندوق يقدم لهؤلاء المساعدات المقطوعة والمساعدات الشهرية، وتحمل بعض تكاليف العلاج والمساهمة في دفع جزء من الإيجار الشهري، فالمساعدة تتم على حسب احتياج كل حالة.
وأكد أن الصندوق لا يفرق بين المواطنين والمقيمين في الاستفادة من أموال الزكاة، مؤكدا أن لجنة المساعدات تنظر إلى المستحق لأموال الزكاة نظرة حيادية تامة، والفيصل عندها هو مدى حاجة المتقدم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن موقع "العربية".