استيقظي انهضي احذري وركزي : فمن هي صديقتك ؟!صديقة ترممك , تنتشلك من ضياعك وتأتي بك إلى الحياة تمنحك شهادة ميلاد جديدة وقلبا جديدا ودما جديدا وكأنها .. تلدك مرة أخرى..
وصديقة تهدمك ... تهد بنيانك القوي وتكسر حصونك المنيعة تشعل النيران في حياتك وتعيث الخراب في أعماقك وتدمر كل الأشياء فيك ..
وصديقة تخدعك ... تمارس دور الذئب في حياتك تبتسم في وجهك تخفي مخالبها عنك تثني عليك في حضورك وتأكل لحمك ميتا إذا ما غبتي ..
وصديقة تخذلك... تتعامل معك بسلبية تمارس دور
المتفرج عليك تتجاهل ضياعك وتسد أذنيها أمام صرخاتك حين تحتاجك تسعى إليك
بشتى الطرق .. وحين تحتاجها تتبخر كفقاعات الماء ..
وصديقة تخدرك ... تسيطر عليك تحركك بإرادتها تحصي عليك أنفاسك تتفنن في تمزيقك فلا تشعر بطعناتها ولا تصحي من غفوتك إلا بعد فوات الأوان ..
وصديقة تستغلك ... تحولك إلى فريسة سهلة تجيد
رسم ملامح البؤس على وجهها تمد لك يدها بلا حاجة وتتفنن في سرد الحكايات
الكاذبة عليك تمنح نفسها دور البطولة في المعاناة وترشحك لدور الغبية
بجدارة ..
وصديقة تحسدك ... تمد عينيها إلى ما تملكِ
وتتمنى زوال نعمتك وتحصي عليك ضحكاتك وتسهر تعد أفراحك وتمتلئ قلبها
بالحقد كلما اتقيتك ولا تتوقف عن المقارنة بينك وبينها .. فتحترق ..
وتحرقك بحسدها ..
وصديقة تقتلك ... تبث سمومها فيك تقودك إلى مدن
الضياع تجردك من إنسانيتك وتزين لك الهاوية وتجردك إلى طريق الندم وتقذف
بك حيث لا عودة .. ولا رجوع ..
وصديقة تسترك ... يشعرك وجودها بالأمان تمد لك ذراعيها تفتح لك قلبها وتجوع كي تطعمك وتظمأ كي تسقيك وتقتطع من نفسها كي تغطيك ..
وصديقة تسعدك ... يشعرك وجودها بالراحة تستقبلك
بابتسامة وتصافحك بمرح تجمع تبعثرك وترمم انكسارك وتشتري لك لحظات الفرح
وتسعى جاهدا إلى اختراع سعادتك ..
وصديقة تتعسك ... تبيعك التعاسة بلا ثمن وتقدم
لك الحزن بلا مقدمات تفوح منها رائحة الهم فلا تسمعي منها سوى الآه ولا
تري منها سوى الدموع تنقل إليك عدوى الألم وتصيبك رؤيتها بالحزن..
وصديقة تخنقك ... تتذمر كلما رايتك وتشتكي
الزمان كلما اتقيتك حكاياتها الغرامية لا تنتهي وصدماتها العاطفية بلا
حدود تستيقظي على صوت بكائها تستهلك ليلك في سرد تفاصيل أحزانها ثم تختفي
وتأتي بحكاية جديدة..
وصديقة تخونك ... تقترب منك بفضول تمتص حديثك كالثعابين وتهتك أسرارك خلفك وتعري حزنك أمام أعينهم تحولك إلى حكاية في الأفواه وتسهم في نشرها ..
وصديقة دائمة في الدنيا وفي الجنة تقول لكِ:أختي في الله
قد جمعتني بكِ دروب القدر علي أرض المنتدى
شاء الخالق أن ألتقي بكِ كي أنهل من مخزونات فكري
و أطرحه في ميدان فكرك و وجدانك
أمله أن تلامس كلماتي المتواضعة هذه شفاف قلبك
لأنها غادرت مواني قلبي بكل صدق و حب
لأني اُحبكِ
يحزنني غاليتي أن أراكِ زهرة زاهية و بهية
تتفتح لدُنيا مليئة بالأحلام الوردية
وقد عصفت بكِ ريح التحرر و الانفتاح
فحملتكِ إلي مواني الرذيلة والسفور
نازعة عنكِ ثوب العفة والفضيلة وقد غاب عن سماكِ
أنكِ إبنة الإسلام
لأني اُحبكِ
يحزنني غاليتي أن أراكِ مفتونة
بحضارة الغرب المغمورة تنشدين العزة والفخر
في عطور ومجوهرات وكماليات
و أنا و أنتِ عزنا الإسلام فإن ابتغينا عزاً غيرة أذلنا الله
لأني اُحبكِ
أشفق عليكِ من دُنيا غادرة اليوم لكِ وغداً عليكِِ
و أنتِ بها مغرورة مفتونة
وعن أخرتكِ مشغولة
غداً غاليتي سوف ينصب علي جهنم الصراط
ونؤمر بالعبور
فهل أعددتِ نفسكِ للعبور ؟؟؟
قال الله تعالي في كتابة العزيز ...
( أفمن يمشي مكباً علي وجهة أهدى أمن يمشي سوياً علي صراط مستقيم )
لأني اُحبكِ
أشفق عليكِ غاليتي من ذئاب قد ترصدوا لكِ
وتهيؤا لنيل من عفتكِ و وضعوا شباكهم حولكِ
فلا تكوني غاليتي فريسة سهلة تنهش لحمكِ الذئاب
وإياكِ من التبرج والسفور في مواطن الشك والريبة
احذري .. احذري .. احذري ..
وكوني الطاهرة العفيفة مثل عائشة و خديجة ( رضي الله عنهم )
لأني اُحبكِ
أكره أن أراكِ كفقاعة الصابون
من الخارج تبدو منتفخة
و من الداخل فارغة تافهه تائه
وإلي المجهول مُحلِقة
بلا مسار واضح ولا حتى هدف
تتلقفكِ أيادي الفساد والرذيلة
لتقذف بكِ الي دروب التيه والضياع
لأني اُحبكِ
أكره ان أراكِ جسداً بلا روح و لا فكر
كالدمية
تحركِ من خلف الستار
أصابع الصهاينة وأيدي الاستعمار
فإياكِ غاليتي أن تكوني معول هدم لصرح الإسلام
أو تكوني خنجراً يطعن صدر الإسلام
لأني أُحبكِ
أُحبُ أن أراكِ سنبلة قمح ٍ مثمرة
بالرغم من ثقل حملكِ فأنتِ في وجهة الريح صامدة
في أرضكِ ثابتة ولجذوركِ منتمية و معتزه
يروى عطش روحك القرآن و يضيءُ لكِ دربك رسولنا
( علية أفضل الصلاة و السلام )
أُختي في الله
آمل أن نُحشر أنا وأنتِ مع زمرة أهل اليمين
إخواناً علي سرر متقابلين فيقال لنا
(ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )
وقبل أن يرعبنا الفراق .. إذا كان لديك في هذا الزمان صديقة وفية واحدة .. فاعلمي أنك من أثرياء العالم السؤال ...
أي الصديقات صديقتك؟