االجمعة 44482 السنة 133-العدد 2008 سبتمبر 19 19من رمضان 1429 هـ
جريدة الاهرام
أكدت مصر وإيطاليا ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي, والتفاوض بمصداقية مع الجانب الفلسطيني لتحقيق هدف الدولتين, في الوقت الذي أكدت فيه إيطاليا تأييدها للموقف المصري حيال قضية الشرق الأوسط, ووصفته بأنه موقف نموذجي ومعتدل ومتوازن, ويشجع الأطراف المعنية علي الحوار حتي يتم التوصل إلي اتفاق.
وكان الرئيس حسني مبارك قد استقبل أمس بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالية, وتناولت المقابلة بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط, خاصة جهود إحياء عملية السلام علي المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي, والأوضاع في العراق, ولبنان, والسودان, والصومال. كما تناولت المباحثات سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا في مختلف المجالات, خاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاق التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
ووصف أحمد أبوالغيط وزير الخارجية ـ الذي حضر اللقاء ـ المقابلة بأنها كانت حميمية ودافئة, ونقل فيها وزير الخارجية الإيطالية رؤية بلاده, كما أنه استمع إلي رؤية الرئيس مبارك, وأنه سلم رسالة من رئيس الوزراء الإيطالي إلي الرئيس, وتحدث عن الزيارة المقبلة للرئيس الإيطالي إلي مصر في شهر أكتوبر المقبل.
وقال أبوالغيط: إن الرئيس مبارك, ووزير الخارجية الإيطالية اتفقا علي أهمية التواصل في تعزيز العلاقات الثنائية بكل الوسائل المتاحة.
ووصف فراتيني اللقاء بأنه كان مثمرا للغاية ومهما, وأنه أكد رغبة إيطاليا في أن تعزز دورها لتكون أكبر شريك أوروبي لمصر, وهي مشاركة قائمة علي حوار سياسي استراتيجي, وكذلك علاقات اقتصادية وثقافية وطيدة مشتركة. وقال: إنه أكد للرئيس مبارك نية إيطاليا ـ عندما تتولي الرئاسة المقبلة لمجموعة الدول الصناعية الكبري ـ توجيه دعوة إلي الرئيس بصفته رئيس مصر كي يشارك في المناقشات العامة الدولية للمجموعة.
وأضاف أنه تلقي موافقة الرئيس مبارك الذي أبدي رغبة في المشاركة بنفسه في الاجتماعات التي سوف يرأسها رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني في إطار مجموعة الثماني. وعبر وزير خارجية إيطاليا عن تأييد بلاده للموقف المصري حيال قضية الشرق الأوسط, ووصفه بأنه موقف نموذجي ومعتدل ومتوازن, حيث يشجع الأطراف المعنية علي الحوار, حتي يتم التوصل إلي اتفاق.
وقال فراتيني: إن اللقاء تطرق إلي الموقف السوري, حيث أعرب عن أمله في أن يكون لسوريا موقف إيجابي من أجل الاستقرار والسلام, وأن تؤثر علي إيران إيجابيا لأن الاتحاد الأوروبي ينظر للموقف الآن بقلق.
وردا علي سؤال حول فرص تحقيق السلام في الشرق الأوسط في ظل الأوضاع الحالية, قال أبوالغيط: إن فرصة تحقيق السلام متاحة بقوة, والمهم أن تكون هناك إرادة سياسية, معربا عن اعتقاده بأن الجانب الفلسطيني يسعي إلي إجراء مفاوضات حقيقية وبناءة مع إسرائيل, كما أعرب عن أمله في أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية من المواقف ما يؤدي إلي تحقيق التسوية التي مازلنا بعد ثلاثين عاما من كامب ديفيد ننتظر التوصل إليها. وأضاف أن عملية السلام تقوم علي عناصر أساسية, أولها توقف إسرائيل عن عملية الاستيطان داخل الأراضي الفلسطينية. فيما دعا وزير الخارجية الإيطالية المجتمع الدولي إلي ضرورة دعم الرئيس الفلسطيني أبومازن, إلي جانب التحدث بصراحة مع الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بالاستيطان, وقال إنه يتفق مع ما طرحه أبوالغيط حول ضرورة وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية, إلي جانب دعم الدور المصري في تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
وناشد أبوالغيط المجتمع الدولي أن يحذو حذو وزير الخارجية الإيطالية في التحذير من مخاطر سياسة الاستيطان الإسرائيلي. ومناشدة الإسرائيليين بالتوقف عن الاستيطان والتفاوض بمصداقية مع الجانب الفلسطيني لتحقيق هدف الدولتين, موضحا أنه ينبغي أن تكون الدولة الفلسطينية قابلة للحياة وفاعلة وليست مجرد دولة تقوم علي الشكل